sendrla -:{ عضو vip }:-
مزاجى : عدد الرسائل : 6675
| موضوع: شرح اسماء الله الحسنى(8) الإثنين مايو 26, 2008 10:58 am | |
| الرزاق الرازق وهو مبالغة من : رازق للدلالة على الكثرة والرزاق من أسمائه سبحانه . قال تعالى : ( إن الله هو الرزاق ) ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله هو المسعر القابض الباسط ، الرازق ) ورزقه لعباده نوعان : عام وخاص . 1ـ فالعام إيصاله لجميع الخليقة جميع ما تحتاجه في معاشها وقيامها ، فسهل لها الأرزاق ، ودبرها في أجسامها ، وساق إلى كل عضو صغير وكبير ما يحتاجه من القوت ، وهذا عام للبر والفاجر والمسلم والكافر ، بل للآدميين والملائكة والحيوانات كلها . وعام أيضاً من وجه آخر في حق المكلفين ، فإنه يكون من الخلال الذي لا تبعة على العبد فيه ، وقد يكون من الحرام ويسمى رزقاً ونعمة بهذا الاعتبار ، ويقال (رزقه الله ) سواء ارتزق من حلال أو حرام وهو مطلق الرزق . 2ـ وأما الرزق المطلق فهو النوع الثاني ، وهو الرزق الخاص ، وهو الرزق النافع المستمر نفعه في الدنيا والآخرة ، وهو الذي على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نوعان : أ ـ رزق القلوب بالعلم والإيمان وحقائق ذلك ، فإن القلوب مفتقرة غاية الافتقار إلى أن تكون عالمة بالحق مريدة له متأهلة لله متعبدة ، وبذلك يحصل غناها ويزول فقرها . ب ـ وزرق البدن بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه ، فإن الرزق الذي خص به المؤمنين والذي يسألونه منهم شامل للأمرين ، فينبغي للعبد إذا دعا ربه في حصول الرزق أن يستحضر بقلبه هذين الأمرين ، فمعنى (اللهم أرزقني) أي ما يصلح به قلبي من العلم والهدى والمعرفة ومن الإيمان الشامل لكل عمل صالح وخلق حسن ، وما به يصلح بدن من الرزق الحلال الهني الذي لا صعوبة فيه ولا تبعة تعتريه . الحي القيوم قال الله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال سبحانه ( ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) وقال عز وجل وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً .وهما من أسماء الله الحسنى ، والحي القيوم جمعها في غاية المناسبة كما جمعها الله في عدة مواضع في كتابه ، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال ، فالحي هو كامل الحياة ، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم والعزة والقدرة والإرادة والعظمة والكبرياء وغيرها من صفات الذات المقدسة والقيوم هو كامل القيومية وله معنيان : 1ـ هو الذي قام بنفسه ، وعظمت صفاته واستغنى عن جميع مخلوقاته . 2ـ وقامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات ، فهو الذي أجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها ، فهو الغني عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه ، فالحي والقيوم من له صفة كل كمال وهو الفعال لما يريد . الرب قال الله تعالى : ( قل أغير الله ابغي رباً وهو رب كل شئ ) . هو : المربي جميع عباده ، بالتدبير ، وأصناف النعم ، وأخص من هذا ، تربيته لأصفيائه ، بإصلاح قلوبهم ، وأرواحهم وأخلاقهم . ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم لأنهم يطلبون من هذه التربية الخاصة . نورالسموات والأرض قال تعالى ( الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ..) . وقال صلى الله عليه وسلم ( إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحانه وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) . قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : من أسمائه جل جلاله ومن أوصافه (النور) الذي هو وصفه العظيم ، فإنه ذو الجلال والإكرام وذو البهاء والسبحات الذي لو كشف الحجاب عن وجهه الكريم لأحرقت سبحانه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، وهو الذي استنارت به العوالم كلها ، فبنور وجهه أشرقت الظلمات ، واستنار به العرش والكرسي والسبع الطباق وجميع الأكوان . والنور نوعان : 1ـ حسي كهذه العوالم التي لم يحصل لها نور إلا من نوره . 2ـ ونور معنوي يحصل في القلوب والأرواح بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة نبيه ، فعلم الكتاب والسنة والعمل بهما ينير القلوب والأسماع والأبصار ، ويكون نوراً للعبد في الدنيا والآخرة (يهدي الله لنوره من يشاء ) لما ذكر أنه نور السماوات والأرض وسمى الله كتابه نوراً ورسوله نوراً. ثم أن ابن القيم رحمه الله حذر من اغترار من اغتر من أهل التصوف ، الذين لم يفرقوا بين نور الصفات وبين أنوار الإيمان والمعارف ، فإنهم لما تألهوا وتعبدوا من غير فرقان وعلم كامل ، ولاحت أنوار التعبد في قلوبهم ، لأن العبادات لها أنوار في قلوبهم ، لأن العبادات لها أنوار في القلوب فظنوا هذا النور هو نور الذات المقدسة ، فحصل منهم من الشطح والكلام القبيح ما هو أثر هذا الجهل والاغترار والضلال ، وأما أهل العلم والإيمان والفرقان فإنهم يفرقون بين نور الذات والصفات وبين النور المخلوق الحسي منه والمعنوي ، فيعترفون أن نور أوصاف البارئ ملازم لذاته لا يفارقها ولا يحل بمخلوق ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ، وأما النور المخلوق فهو الذي تتصف به المخلوقات بحسب الأسباب والمعاني القائمة بها والمؤمن إذا كمل إيمانه أنار الله قلبه ، فانكشفت له حقائق الأشياء ، وحصل له فرقان يفرق به بين الحق والباطل ، وصار هذا النور هو مادة حياة العبد وقوته على الخير علماً وعملاً ، وانكشفت عنه الشبهات القادحة في العلم واليقين ، والشهوات الناشئة عن الغفلة والظلمة ، وكان قلبه نوراً وكلامه نوراً وعمله نوراً ، والنور محيط به من جهاته ، والكافر ، أو المنافق ، أو المعارض ، أو المعرض الغافل كل هؤلاء يتخبطون في الظلمات ، كل له من الظلمة بحسب ما معه من موادها وأسبابها والله الموفق وحده.
| |
| |
|
sendrla -:{ عضو vip }:-
مزاجى : عدد الرسائل : 6675
| موضوع: رد: شرح اسماء الله الحسنى(8) الإثنين مايو 26, 2008 10:59 am | |
| | |
|