sendrla -:{ عضو vip }:-
مزاجى : عدد الرسائل : 6675
| موضوع: شرح اسماء الله الحسنى(15) الإثنين مايو 26, 2008 11:14 am | |
| وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد الأمة إلى طلب الشفاء من الله الشافي الذي لا شفاء إلا شفائه ومن ذلك ما رواه مسلم وغيره عن عثمان بن العاص أنه اشتكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في جسده منذ أسلم فقال له الرسول صلى الله عليه ولم ( ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم اله ثلاثاً وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال سبع مرات : أسأل الله العظيم ورب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض . فهذا تعليم من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن يعتمدوا على ربهم مع الأخذ بالأسباب المشروعة فإن الله عز وجل هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بالشفاء ، لأنه هو الذي يملك الشفاء والشفاء بيده تبارك وتعالى قال صلى الله عليه وسلم لسعد (اللهم أشف سعداً ، اللهم أشف سعداً ، اللهم أشف سعداً ) . وقد كان صلى الله عليـــه وسلم يرقى بعض أصحابه ويطلب الشفاء من الله الشافي ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا ) . وقد أوضح صلى الله عليه وسلم أن الله هو الذي ينزل الـــدواء وهـو الشافي فقال صلى الله عليه وسلم ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) . وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنهما أنه قال : (لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء براً بإذن الله عز وجل )الحميد
قال الله تعالى : ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) . ذكر ابن القيم رحمه الله أن الله حميد من وجهين : أحدهما : أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده ، فكل حمد وقع من أهل السموات والأرض الأولين منهم والآخرين ، وكل حد يقع منهم في الدنيا والآخرة ، وكل حد لم يقع منهم بل كان مفروضاً ومقدراً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات ، حمداً يملأ الوجود كله العالم العلوي والسفلي ، ويملأ نظير الوجود من غير عد ولا إحصاء ، فإن الله تعالى مستحقة من وجوه كثيرة : منها أن الله هو الذي خلقهم ، ورزقهم ، وأسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة ، الدينية والدنيوية ، وصرف عنهم النقم والمكاره ، فما بالعباد من نعمة فمن الله ، ولا يدفع الشرور إلا هو ، فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات ، وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات . الوجه الثاني : أنه يحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة ، فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها وأعظمها ، فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء ، فكيف بجميع الأوصاف المقدسة ، فله الحمد لذاته ، وله الحمد لصفاته ، وله الحمد لأفعاله ، لأنها دائرة بين أفعال الفضل والإحسان ، وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد ، وله الحمد على خلقه ، وعلى شرعه ، وعلى أحكامه القدرية ، وأحكامه الشرعية ، وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة ، وتفاصيل حمده وما يحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ، ولا تحصيها الأقلام
الحليم
قال الله تعالى : ( واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم ) . الذي يدر على خلقه ، النعم الظاهرة الباطنة ، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم ، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم . ويستعتبهم كي يتوبوا ، ويمهلهم كي ينيبوا وهو الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق ،والعصيان حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم ، فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم كما قال تعالى ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) . وقال تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) .
البر الوهاب
قال الله تعالى ( إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) وقال سبحانه ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) . من أسمائه تعالى (البر الوهاب) الذي شمل الكائنات بأسرها ببره وهباته وكرمه ، فهو مولى الجميل ودائم الإحسان وواسع المواهب ، وصفة البر وآثار هذا الوصف جميع النعم الظاهرة والباطنة ، فلا يستغني مخلوق عن إحسانه وبره طرفة عين . وإحسانه عام وخاص : 1ـ فالعام المذكور في قوله : ( ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلماً ) ( ورحمتي وسعت كل شئ ) وقال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) وهذا يشترك فيه البر والفاجر وأهل السماء وأهل الأرض والمكلفون وغيرهم . 2ـ والخاص رحمته ونعمه على المتقين حيث قال : ( فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذي يتبعون الرسول النبي الأمي) وقال ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) وفي دعاء سليمان ( وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ) وهذه الرحمة الخاصة التي يطلبها الأنبياء واتباعهم ، تقتضي التوفيق للإيمان ، والعلم والعمل ، وصلاح الأحوال كلها ، والسعادة الأبدية ، والفلاح والنجاح ، وهي المقصود الأعظم لخواص الخلق ، وهو سبحانه المتصف بالجود ، وهو كثرة التفضل والإحسان ، وجوده تعالى أيضاً نوعان: 1ـ جود مطلق عم جميع الكائنات وملأها من فضله وكرمه ونعمه المتنوعة. 2ـ وجود خاص بالسائلين بلسان المقال أو لسان الحال من بر وفاجر ومسلم وكافر ، فمن سال الله أعطاه سؤله وأناله ما طلب فإنه البر الرحيم ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون ) . ومن جوده الواسع ما أعده لأوليائه في دار النعيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الواحد الأحد
قال الله تعالى : ( قل هو الله أحد ) وقال سبحانه ( قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار ) . وهو الذي توحد بجميع الكمالات ، بحيث لا يشاركه فيه مشارك . ويجب على العبد توحيده ، عقداً وقولاً وعملاً ، بأن يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة . والأحد ، يعني : الذي تفرد بكل كمال ، ومجد وجلال وجمال وحمد وحكمه ورحمة وغيرها من صفات الكمال . فليس له فيها مثيل ولا نظير ، ولا مناسب بوجه من الوجوه ، فهو الأحد في حياته وقيوميته ، وعلمه وقدرته ، وعظمته وجلاله ، وجماله وحمده ، وحكمته ، ورحمته ، وغيرها من صفاته ، موصوف بغاية الكمال ونهايته ، من كل صفة من هذه الصفات . ومن تحقيق أحديته وتفرده بها أنه (الصمد) أي : الرب الكامل ، والسيد العظيم، الذي لم يبق صفة كمال إلا اتصف بها ، ووصف بغايتها وكمالها ، بحيث لا تحبط إلا اتصف بها ، ووصف بغايتها وكمالها ، بحيث لا تحيط الخلائق ببعض تلك الصفات بقلوبهم ، ولا تعبر عنها ألسنتهم.
المتكبر
قال الله تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ) . فهو سبحانه المتكبر عن السوء ، والنقص والعيوب ، لعظمته وكبريائه .
الكافي
قال الله تعالى ( أليس الله بكاف عبده) . فهو سبحانه الكافي عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه . الكافي كفاية خاصة ، من أمن به ، وتوكل عليه ، واستعد منه حوائج دينه ودنياه .
الواسع
قال الله تعالى ( والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم) فهو سبحانه وتعالى واسع الصفات ، والنعوت ، ومتعلقاتها ، بحيث لا يحصي أحد ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه . واسع العظمة ، والسلطان ، والملك ، واسع الفضل ، والإحسان ، عظيم الجود والكرم
الإله هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، فق دخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى ، ولهذا كان القول الصحيح أن (الله) أصله (الإله) وأن اسم (الله) هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى والله أعلم . قال الله تعالى ( إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا).
| |
| |
|
sendrla -:{ عضو vip }:-
مزاجى : عدد الرسائل : 6675
| موضوع: رد: شرح اسماء الله الحسنى(15) الإثنين مايو 26, 2008 11:15 am | |
| | |
|